الجنس : المزاج : عدد المساهمات : 157 نقاط : 5641 السٌّمعَة : 0 الساعة الان : الرتبة :
موضوع: عميد الأثرياء في العالم الأربعاء 16 يونيو 2010, 5:29 pm
فهد عامر الأحمدي
توفي في اليابان رجل احتل لوقت طويل قائمة أغنى أغنياء العالم (قبل أن يسمع أحد ببيل غيتس ووارن بافيت وكارلوس سليم).. غير أنني شخصيا أعرف هذا الرجل جيدا (حسنا ؛ أعرف اسمه فقط) لأنني كتبت عنه في بداية مسيرتي الصحفية عام 1991 .. فرغم أن اليابان تحتل دائما مركزا متقدما من حيث عدد البليونيرات إلا أن مواطنها "يوشيكاي تسوتسومي" ظل حتى بداية التسعينيات صاحب المركز الاول كأغنى رجل في العالم قبل أن تتضاعف أسهم شركة ميكروسوفت ويحتكر أبو بيل هذا اللقب.. وعوامل الجذب في قصة يوشيكاي تتجاوز مسألة المال والثروة إلى ندرة الحظ وذكاء المكيدة والمنافسة غير الشريفة... فيوشيكاي مثلا ابن غير شرعي لملياردير سابق كبير يدعى تسوتسومي اعترف به على فراش الموت الأمر الذي أهله دون علمه لنيل أربعة بلايين دولار. ولو اكتفى يوشيكاي ببلايينه الاربعة لبقي واحدا من اثرى اثرياء العالم؛ الا انه بكثير من الذكاء (وقليل من تأنيب الضمير) تمكن من زيادة ثروته لعدة اضعاف. وأتت معظم ثروته من العقارات حتى لقب بملك العقارات فى العالم كونه تنبأ قبل اربعين عاما بارتفاع الاسعار في قلب طوكيو (والتى اصبحت اليوم الاغلى على مستوى العالم) فدخل بكامل ثروته في هذا المجال!! .. غير ان شهرة يوشيكاي لا تعود لثرائه الفاحش بل الى حروبه غير المعلنة مع اخيه الشرعي "سيجي" مالك فنادق "انتركونتننتال" المعروفة . وكثير من المهتمين باخبار الاخوين يرون ان ثروة سيجي لم تنم بمستوى يوشيكاي لان (الاول) اديب ومثقف واقل نذالة من أخيه .. فسيجي عاشق للشعر والادب وله روايات منشورة ويرصد سنويا اموالا طائلة لتشجيع الادباء ورعاية المواهب . ومنذ سنوات المراهقة حافظ على عادة يومية جميلة تتمثل فى اعتكافه من الساعة العاشره مساء حتى الثانية فجرا في القراءة والتأليف. وهو من هذه الناحية يختلف كثيرا عن يوشيكاي الذى يكره الأدب ويعتبر الكتاب عدوه اللدود ، ويكتفي فقط بممارسة الغولف مع رجال الصناعة ورؤساء الاحزاب!! .. ورغم هذا الاختلاف الا انهما يشتركان بهواية ورثاها من ابيهما تسوتسومي تشكل مادة خصبة للصحف اليابانية؛ فهما يتنافسان في الخفاء على تحريك السياسيين باتجاه مصالحهما الاقتصادية والصناعية.. وبسبب كرههما لبعضهما يعمدان لافساد فرص السياسيين الذين يساندون الطرف الآخر حتى قيل إن البرلمان الياباني يتحرك بخيوط الأخوين تسوتسومي! .. واسباب العداء بين الطرفين متجذرة ولها اسباب كثيرة ؛ فيوشيكاي مثلا لم يتخلص من الشعور بالدونية كونه الابن غير الشرعي لسكرتيرة بسيطة؛ وفي المقابل تنحدر والدة سيجي من عائلة ارستقراطية مثقفة يقال انها تشترك في اصلها القديم مع امبراطور اليابان .. ولكن هذا لايعني ان سيجي هو الجانب المسالم أو البريء في الموضوع؛ فهو لايخفي غيرته من ثراء يوشيكاي ولم ينس ابدا كيف استولى على نصف "التركة" حين اعترف به والده في الوقت الضائع . ومن اعظم المكائد التي دبرها ماحدث عام 1984 حين توفيت والدة يوشيكاي (وتدعى ايشيزوكا) واقيمت لها جنازة مهيبة نقلها التلفزيون الياباني وحضرها رئيس الوزراء واربعة من الرؤساء السابقين . وفى لحظة انزال المرأة الى القبر صدحت موسيقى بهيجة وانطلقت صواريخ ملونة وألعاب نارية من تدبير الاخ سيجي تعبيرا عن الشماتة بالسكرتيرة التي نامت مع والده لليلة واحدة فقط .. أما آخر المعارك فحسمت لصالح يوشيكاي قبل وفاته حين اشترى حقوق الإعلان في بطولة كأس العالم (داخل اليابان) بأقل من سعر التكلفة لمجرد حرمان سيجي منها!! .. من قال إن الأثرياء يريدون المزيد من المال .. الأثرياء يشعرون فقط بالملل ويتسلون بالمكائد والشماتة بالخاسر...