مصير الأطفال في يوم القيامة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

***************************

من البحوث والمسائل الإعتقادية التي وقع فيها الإختلاف عند علماء المذاهب الإسلامية

مسألة مصير الأطفال الموتى في يوم القيامة ، وبعون الله تعالى نناقش هذه المسألة المهمة في إتجاهين:

:: الإتجاه الأول: أطفال المؤمنين ::

:: الإتجاه الثاني: أطفال الكفار ::

أما الأول وهو مصير أطفال المؤمنين الموتى قبل البلوغ ،

تتجه الأقوال لدى علماءنا الأعلام رضوان الله عليهم ، وحسب الروايات إلى عدة أراء:

الرأي الأول: أطفال المؤمنين كلّهم في الجنة .

وذلك لصريح الأدلة النقلية التي إستفادها العلماء من روايات أهل البيت عليهم السلام ،

ومن الأدلة العقلية التي تفيد أن الله لا يفعل الظلم ولا القبيح ، ولأن تعذيب غير المكلف ظلم وقبيح ،

وهو لا يفعلهما أبداً .

وذهب لهذا الرأي جملة من العلماء الأعلام ، ومنهم المرجع المعاصر السيد صادق الشيرازي دام ظله .

الرأي الثاني: إن أطفال المؤمنين يتعرضون للإمتحان في يوم القيامة .

للمروي في الأخبار ، كما عن كتاب (قصص عالم الموت) ، روي

(بأنه يوم القيامة يجمع الله الأطفال و يؤجج لهم ناراً و يأمرهم بأن يطرحهم فيها فمن كان في علمه

أنه شقي أمتنع فيأمر الله بهم الى النار فيقولون يا ربنا تأمر بنا إلى النار ولم تجر علينا القلم ؟

فيقول الجبار قد أمرتكم مشافهة فلم تطيعوني فكيف لو أرسلت رسلي بالغيب اليكم ؟) .

وكيف كان فأن هذه الرواية لم يعمل بها الكثير من العلماء ، على نحو الإعتبار والورود ،

مع وجودها في الكتب الروائية فتأمل .

حتى وجدت أن السيد محمد صادق الروحاني ، وهو أحد العلماء المعاصرين ،

يعلق على هذه الرواية بقوله :

على فرض ورود رواية معتبرة بذلك فالعقاب ليس على تکليف في عالم الدنيا

وانما هو على مخالفة الأمر المتوجه إليهم في ذلك اليوم بالدخول في النار

و امتناعهم وعصيانهم وهذا لا ينافي رفع القلم عنهم في الدنيا کما هو صريح الجواب

الصادر لهم ولم نطلع على هکذا رواية نعم ذلك مروي في حق المستضعفين من العامة

وهم الذين لا يعرفون الحق و لا يستطيعون الوصول إليه في عالم الدنيا .

الرأي الثالث: إن أطفال المؤمنين يلحقون بآبائهم .

لصريح القرآن الكريم ، وقوله تعالى في سورة الطور (أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) ، وإلى بعض الأخبار والروايات .

وذهب إلى هذا الرأي المعاصر السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله .

ولكن ربما يُشكل على هذا الرأي بالإشكال التالي:

ماهو مصير الأطفال فيما لو كان أبائهم من أهل المعاصي ، ومن توعدهم الله تعالى بالنار ؟

ولدفع هذا الإشكال هناك أربعة ردود مختصرة:

الرد الأول: إن الأطفال بل جميع المخلوقات هي ملك لله تعالى ،

والله يحكم ولامعقب لحكمه ، له أن يفعل مايشاء متى ماشاء كيف شاء .

الرد الثاني:أنه ربما يكون إماتت الأطفال لأجل إثابة أبويهم بالمغفرة في يوم القيامة .

الرد الثالث: للمروي في الكثير من الروايات ،

والتي تُفيد أن الله إذا سلب عبداً شيئاً سوف يعوضه عليه في الدنيا أو الآخرة أو كليهما .

الرد الرابع: ربما بسبب العلم المسبق لله سبحانه وتعالى بأن هؤلاء الأطفال

سيتبعون آباءهم في الدنيا , وبالتالي لمحو الفساد يجب موتهم .

وبهذا يظهر لنا بعد التتبع للأقوال والروايات ،

اننا لا نستطيع الجزم بمصير أطفال المؤمنين ، إلا بقول شمولهم برحمة الله الواسعة والله ألعالم .

:: الإتجاه الثاني: أطفال الكفار ::

وأما في شأن مصير موتى أطفال الكفار قبل البلوغ ، حسب رأي المدرسة السنية كما يذكر النووي إلى ثلاثة مذاهب :

الأول: هم في النار تبعاً لآبائهم .

الثاني: توقفت طائفة فيهم لا بالجنة ولا بالنار .

الثالث: أنهم من أهل الجنة .

وأما في مدرسة أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، فذهب العلماء إلى ثلاثة أقوال نذكرها للفائدة:

:: القول الأول ::

إنهم يكونون في الجنة ، لأنه لا ذنب عليهم ، فيكونون في الجنة كأولاد المسلمين .

:: الراي الثاني ::

أنهم يُمتحنون ويُختبرون يوم القيامة ، ويُستدل على هذا الرأي ،

بقوله تعالى (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) ،

فالله كما هو صريح الآية المباركة ، لا يعذب إلا بمعصية أو كفر ،

والحال أن الأطفال ليس منهم معصية ولا كفر ،

فلهذا يمتحنون يوم القيامة كما يمتحن الذين لم تبلغهم دعوة ،

وإمتحانهم يكون بطاعة الله .

وهو رأي ضعيف لم أجد من يتبناه من العلماء ،

سوى في البحوث والنقاشات الكلامية .

:: الرأي الثالث ::

أنهم يدخلون الجنة ، من أجل أن يخدموا أهل الجنة كما جاء في بعض الروايات .

فقد روي عن النبي (ص) انه سُئل عن أطفال المشركين فقال (ص):

(خدم أهل الجنة على صورة الولدان ، خُلقوا لخدمة أهل الجنة) ،

وروي عن أمير المؤمنين (ع) انه قال:

(الولدان أولادُ أهل الدنيا لم يكن لهم حسنات فيُثابون عليها ولا سيئات فيُعاقبون عليها فأُنزلوا هذه المنزلة) .

وروي بهذا المضمون عند بعض المذاهب الإسلامية الأخرى ،

كما أن هناك من يقول في المدرسة الإمامية المحقة ،

إلى أن أطفال الكفار يوم القيامة هم من المرجئين لرحمة الله تعالى .

يسلموا ع الطرح االرائع

» من الذي لا يرى الرسول يوم القيامة؟؟؟؟؟
» من الذي لا يرى الرسول يوم القيامة؟